نظرية الإستبداد بين الخضوع والثورة
(0)
الكاتب:
غادة العبسي
L.E115.00
الكمية:
إنتهى من المخزن
الشحن:
5 أيام
القطع:
17*24
عدد الصفحات:
249
سنة النشر:
2018
الترقيم الدولى:
9789773137205
الكتاب متواجد بمختلف الصيغ
اختر تجربة القراءة المفضلة لديك
كان الوَضعُ الطَّبيعيُّ لِوجودِ سُلطَةٍ مُستَبِدَّةٍ أَن تَظهَرَ في المَوروثِ الثَّقافيِّ الرَّغبَةُ في الانعِزالِ والبُعدِ عَن السُّلطَةِ وعَدَمِ التَّعامُلِ مَعَها، والصَّبرُ، والتَّوَاكُلِيَّةُ، وغَيرُها مِن القِيَمِ السَّلبِيَّةِ، وقَد تَجَلَّت هَذِه القِيَمُ السَّلبيَّةُ في الموروثِ الثَّقافيِّ بأَشكالِهِ المختَلِفَةِ، مِن: أَمثالٍ شَعبيَّةٍ، والأَدَبِ الشَّعبيِّ، والموَّالِ، والشِّعرِ، والبُكائِيَّاتِ، والسُّخرِيَةِ، والتَّهَكُّمِ. وقَد أَدَّى هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ إلى تَهيِئَةِ الجَماهيرِ لِقبولِ الاستِبدادِ والتَّعايُشِ مَعَه.
وقَد رَسَّخَ هَذا الموروثُ الثَّقافيُّ طابَعَ القَهْرِ والتَّسَلُّطِ في البِنيَةِ الاجتِماعِيَّةِ؛ حَيثُ ساهَمَ في خَلْقِ المجتَمَعِ التَّسَلُّطيِّ الأَبَويِّ، وتَأصَّلَت في الأَفرادِ مَجموعَةُ القِيَمِ الَّتي تَدفَعُهم إلى السَّلبِيَّةِ والخُضوعِ والطَّاعَةِ. وقَد انتَقَلَت هَذِهِ القِيَمُ مِن جيلٍ إلى جيلٍ لِتُشكِّلَ أحدَ المكوِّناتِ الهامَّةِ لأَنساقِ القِيَمِ في المجتَمَعِ المصرِيِّ.
وتَأَصَّل هذا الموروثُ الثَّقافيُّ في الوَعيِ الفَردِيِّ والقَوميِّ، بِحَيثُ أَصبَحَ يُوَجِّه الميولَ والرُّؤَى والسُّلوكياتِ. بالإضافَةِ إلى أَنَّ المُستَبِدَّ لَعِبَ على هَذا الموروثِ الثَّقافيِّ، وقَد استَمَدَّ مِن هذا الموروثِ المشروعِيَّةَ لِفَرْضِ سَطوَتِه واستِبْدادِه.
المراجعات الأخيرة
لا توجد مراجعات حتى الآن